غني عن البيان أن الكاتب قبل أن يبدأ في طرح موضوعه وسوق أدلته وانتقاء أسلوبه ولغته، يمر بمرحلة مخاض حادة تستدعي الحرص على حشد كافة الطاقات والإمكانات العلمية واللغوية لطرحها للقراء، واضعا في اهتمامه وتقديره انتصار القارئ له وتأييده، لكونه يمثل حلقة مهمة من حلقات الموضوع المطروح، فإذا استوت الفكرة في عقل الكاتب، واستقامت له أدلتها، انبرى يطرحها فيما يكتب لتحقيق هذه الغاية حريصا على أن يوفر للغته وأسلوبه كافة الخصائص الفنية المناسبة؛ وهذا يتطلب منه موقفا نقديا محايدا ودقيقا لأسلوبه ولغته، ومراجعة دقيقة لآرائه التي يعرضها، حيث يمكن أن يتخلص من الألفاظ المكررة إذا لم تحقق معنى جديدا أو فكرة مناسبة. أما عناصر الموضوع الذي يكتبه فهي أربعة يجب على الكاتب أن يحرص عليها حرصا ظاهرا ومراعاتها بشكل جيد عند كتابته وهي، العنوان، والمقدمة، والعرض، والخاتمة، فلذا جاءت هذه الدورة لتبين لك آليات وشروط كتابة كل منها، إضافة إلى أسلوب الكتابة فيها.